top of page

الخسوف والكسوف ما بين الحضارات والمعتقدات

بما أننا في موسم الكسوف والخسوف و العالم يشهد قريبا خسوفا كليا للقمر، سنرى معا كيف يري القدماء هذه الظاهرة الكونية الفريدة والنادرة


و التي رغم كونهما ظاهرتان كونيتان طبيعيتان يعرفهما العالم من آلاف السنين، ألا أن الخسوف الكلى غير معتاد و فيه القمر يظهر بلون أحمر و هذا ما سيحدث يوم ٨ نوفمبر ٢٠٢٢.

وذلك لأن نور الشمس يخترق الغلاف الجوي للأرض في طريقه إلى القمر والغلاف الجوي للأرض يحوله إلى اللون الأحمر بالشكل ذاته الذي يصطبغ فيه قرص الشمس باللون الأحمر عند الغروب.


عند المصريين القدماء


كلما حدث خسوفا للقمر وحتي وقت ليس ببعيد، كنا نسمع ما بين ضجيج الطبول ووقع الصفيح على الصفيح والضرب على الأخشاب في قرى مصر وفي الأحياء الشعبية من بينها صياح الصبية والفتيات وهم ينشدون:

"يا بنات الحور سيّبوا القمر ينور"

وقولهم:

"يا بنات يا حور الجنة

متسيبو القمر يتهنى"

وقولهم:

"يا رب إحنا عبيدك يا رب

والأمر بإيدك يا رب"

وقيل أن "بنات الحور" ترجع إلي أن المصريين القدماء عندما رأوا تغير لون القمر (عند الخسوف الكلى) اعتقدوا أن الإله "حور" أو" حورس" يحاول أن يقتل الإله "ست" انتقاما لقتله أبيه أوزوريس فيفزعون إليه بالصلوات و الترتيلات يناجونه ملتمسين أن يترك الإله "ست" فيتركه حور استجابة لرغبة الشعب.

وفي رواية أخرى أن الإله حور كان يحاول أن يأكله.

و نجد المصريين يصبغون هذه العادة الفرعونية القديمة بصبغة إسلامية، فقد ورد في القرآن الكريم ذكر لحور الجنة فقال العامة والدهماء في مصر أن بنات الحور هن حور الجنة بدليل قولهم عند الخسوف أيضاً: "يا بنات الجنة سيبوا القمر يتهنى" بينما نستطيع أن نفسر قولهم هذا بأن بنات الحور جنود وأتباع الإله حور عند قدماء المصريين.


وفي روايات أخرى يقال أن هذا الدم ناجم عن قتل أوزوريس زوج ايزيس علي يد أخيه ست. و نقش في معبد إسنا بمحافظة الأقصر الأربعة عشر وجها (أو أطوار) القمر على سقف المعبد و فيما تم تصوير أيام القمر من المحاق إلى البدر بمعبد دندرة بمحافظة قنا و وجدوا فيها صورة لـ " أجزاء جسد أوزيريس " الممزقة، ورأوا أن خسوف القمر، هو بمثابة حرب من قوى الشر ضد أوزيريس الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالقمر.

كما قالوا عن الخسوف و صوروه علي هيئة إبتلاع الاله "ست" لعين الإله "حورس" اليسري التي تمثل القمر ولكن الاله "تحوت" إله القمر يولد العين والقمر من جديد.

القمر يجسد لدى المصري القديم مفهوم التجدد وعودة الشباب حيث ينمو من هلال إلى بدر

وقد عرف المصريين القدماء للقمر أربعة أوجه رئيسية وهي القمر الجديد "بسج نتيو" وهو في بداية الشهر، والتربيع الأول "سنت " وهو في اليوم السادس من الشهر القمري، والبدر "سمدت" في اليوم الخامس عشر، والتربيع الثاني "دنيت"، وفي عصر الدولة الحديثة ألفوا أوجه أخري للقمر مثل منزل الإنتظار في اليوم التاسع والعشرون من الشهر القمري، ومنزل الشهر في اليوم الثاني، ومنزل خروج الكاهن "سم" في اليوم الرابع، ومنزل اليوم العاشر،و هذه الأوجه والمنازل سجلت في التقويم الموجود بمعبد "رمسيس الثالث" في مدينة هابو.


.و تروى نصوص مصر القديمة أيضا ، واللوحات المنقوشة والمرسومة على جدران المعابد والمقابر، أن الخسوف يقع حين يحاول الثعبان "أبو فيس" أن يلتهم القمر.

وقد حرص المصريين القدماء علي إقامة عيد خاص في القمر المكتمل عرف باسم عيد "سمدت" وكان غرضه الابتهال للقمر و إله ليدفع نفسه بعيدا عن ظل الأرض ليخرج القمر من ظل الخسوف.

فقد ارتبط بالقمر ثلاثة آلهة وهم طبقا لأقدميتهم الاله "إعح" أي الإله القمر، ثم "خونسو" وهو اسم يعني الهائم او المسافر، أما الإله الثالث المرتبط بالقمر هو الاله "تحوت" مخترع التقويم القمري،

إن الفلكيين القدماء فى مصر القديمة عرفوا دورة ساروس وهى الدورة القمرية العظيمة، و اهتدوا أنه خلال فترة ١٨ عامًا، يحدث تكرار لجميع الكسوفات الشمسية و الخسوفات القمرية، و أول تسجيل دقيق لظهور القمر الدموي، تم تصويره علي جدران معبد الاله حتحور بقرية دندرة غرب قنا وكان في يوم ٢٥ سبتمبر عام ٥٢ قبل الميلاد، واستمر لساعات طويلة،

و بمعبد دندرة صور كسوفًا شمسيًا حلقيًا قد حدث فى يوم 7 مارس في عام ٥١ قبل الميلاد ببرج الحوت، حيث بدأ الكسوف الشمسى الذي استمر أكثر من ساعتين ونصف .


من الجدير بالذكر و علي العكس الخسوف القمرى فإن أن المصريين القدماء لم يحتفظوا بسجلاتٍ مُحددة للكسوفات الشمسية، و اقترح بعض العلماء في ذلك أن أحداث الكسوف لم تُسجَّل عمدًا لأنها كانت تمثل حدثًا كئيبًا في نظر المصريين القدماء، وبالتالي تم تجاهلها لكي لا تُخلِّد تلك الأحداث بأيِّ درجة، أو تثير سخط الاله رع إله الشمس أو أن سجلات البردي التي تؤرخ للكسوف، ببساطة قد ُفقدت عبر الزمن.


أنه في بدايات الحضارة الإنسانية كان التنجيم والفلك شيئا واحدا، و كان كهنة المعابد في مصر القديمة، يراقبون حركة النجوم وتحركات الكواكب، وأن " تحوت" ، إله الحكمة في مصر القديمة، وضع أربعة كتب في علوم الفلك، وكان على كهنة مصر القديمة الإلمام بعلوم الكتب الأربعة و"التمكن من حكمة النجوم" حتى يحمل الكاهن لقب عرًاف.


ومما هو جدير بالذكر أنه .في العصر الحديث وفي عام ١٨٨٢م في بدايات الاحتلال البريطاني شهدت مصر كسوفاً كلياً للشمس، مما أدي للظلام في وضح النهار، حيث رصدت جريدة الأهرام قيام قوات الاحتلال بمصر لدعوة كافة العلماء من أوروبا "فرنسا وإيطاليا" لرصده بالصور الفوتوغرافية قبل ارتحاله لصحراء العرب والعراق وإيران.

عند العرب


وكان العرب فى الجاهلية يعتقدون أن الخسوف يحدث عندما يتطاول الحوت لأكل القمر المغلوب على أمره. ولفك أسره من بين أنياب الحوت كانوا ينشدون أناشيد أسطورية مخصصة لذلك الحدث حتى يرق قلب الحوت ويترك القمر لحال سبيله.

وكانوا يعتقدون أيضا أن القمر فى ضائقة أو أسر، فيدقون على المعادن محدثين ضجيجا وجلبة، وهم يدعون: يا رب خلصه، معتقدين أن الضجيج يؤذى الحوت، ويجعله يلفظ القمر من فمه

و كانوا يتابعون لون الكسوف والخسوف، فإذا كان اللون البارز أسود مثلا لشدة الكسوف قالوا: إن مرضا فى طريقه إليهم، وإن كان اللون أحمر فهذا يدل على الدم، فلا بد من أن حرباً مقبلة تسيل فيها الدماء كما يسيل الماء فى النهر، ولمقاومة السحر فإنهم كانوا يضعون طبق به ماء طيلة فترة خسوف القمر مع قراءة أذكار خاصة، معتقدين أن ذلك يجعل الماء دواءً ناجعاً فى إبطال كل سحر إذا استحمت به المرأة المتزوجة.


عند الكنعانيين


والحال نفسه منذ عصر الكنعانيين مع الكسوف وعلاقته بالتنين الذى تستمر محاولاته للقضاء على الشمس والتهامها، لكنها تبوء كلها بالفشل مع دق الطبول والحديد.

والطريف أن الناس فى تلك الأيام لم يستسلموا لقدرهم ويتركوا التنين ينال مراده من الشمس حتى يشبع لكنهم ليزعجوه فلا يهنوه على لقمته كانوا يدقون على الصفيح، لكن يا تنين ما يهزك طنين!.

و كان يحدث حظر تجول اختيارى وحبس انفرادى مع سبق الإصرار والترصد، حيث يسارع الناس للصق أكياس بلاستيك سوداء على زجاج النوافذ والأولاد يسلسلون فى الأسرة حتى لا يخرجوا ويتعرضوا لأشعة الشمس.


عند الصينين


كان الاعتقاد السائد في الصين قديمًا أن الكسوف يحدث عندما يقوم تنينٌ أسطوري بالتهام الشمس. وتعد السجلات الصينية التي تؤرِّخ لكسوف الشمس من أقدم السجلات الموجودة في العالم، ويرجع تاريخها إلى أكثر من 4000 عام؛ حيث يذكر فيها بوضوح أنه «قد تم التهام الشمس!».

لجأ الصينيون إلى وسيلة تقضي بإحداث ضوضاء عالية عن طريق قرع الطبول أثناء حدوث الكسوف، وذلك بغرض إخافة التنين وإنقاذ الشمس. ولما كانت الشمس تعاود الظهور بعد انتهاء هذه العملية بشكلٍ طبيعي بعد أن ينتهى الكسوف، فإنه من السهل رؤية لماذا استمر هذا التقليد فترةً طويلة.

و لم يكتفوا بدق الطبول، بل اتخذوا خطوات أكثر إيجابية فانطلقوا يطلقون سهامهم نحو الشمس لإرهاب التنين! ولا يبدو أن الصينيين القدماء كانوا ينزعجون بنفس الدرجة من حالات خسوف القمر، حيث وُصِفَت تلك الظاهرة في إحدى النصوص القديمة التي ترجع إلى العام ٩٠ قبل الميلاد بأنها «حدث مألوف».


الهند


تقدم لنا الأساطير الهندية تفسيرًا عنيفًا ودمويًا لظاهرة الكسوف، فوفقًا للاسطورة، كان هناك شيطانٌ مخادع يُدعى (راهو–Rahu) - وسنجد أن له ذكر في مواضع و مقالات أخري - يسعى إلى الحصول على «شراب إلهي» ليمنحه الخلود، وفي سبيل ذلك حاول حضور مأدبة أقامتها الآلهة، ولكن اُكتِشفَت خدعته من قبل الإله (فيشنو –Vishnu)، وكعقابٍ له تم قطع رأسه فورًا. وطبقًا للأسطورة، فإن رأس الشيطان المقطوع الذي يطوف في السماء هو سبب الظلام الذي يكتنف السماء أثناء الكسوف. وفي بعض الروايات الأخرى للقصة، فإن راهو ينجح بالفعل في شرب الإكسير الإلهي الذي يمنح الخلود، ولكن يتم قطع رأسه قبل أن يصل إلى باقي أجزاء جسده، فظل رأسه حيًّا يطارد الشمس محاولًا ابتلاعها، ولكن سرعان ما تبرز الشمس من جديد من رأسه المقطوع.

ولذلك سميت العقدة القمرية الشمالية ب " راهو " أو رأس الثعبان و هي حيث يلتقي مدار الارض حول الشمس ومدار القمر حول الارض ويصتف عندها الشمس والقمر والارض في خط مستقيم يحدث الكوف والخسوف.

واسموا زيل الثعبان عند العقدة القمراية الجنوبية باسم " كيتو".


وكان أهل الهند يهرعون إلى الترع والأنهار و يغطسون فيها إلى رقابهم ليساعدوا الشمس فى الخروج من كسوفها، والشيء نفسه مع القمر ليأخذوا بيده للتخلص من الخسوف و يقويان على مقاومة التنين أو الثعبان.

أما هنود الشيبيوا فكانوا أكثر فعالية وإيجابية.. فلم يكتفوا بالصمت والتصفيق أو الغطس فى المياه وإنما كانوا يبادرون أيضا مثل الصينيون بإطلاق الأسهم والصواريخ النارية نحو الشمس ليساعدوها فى إعادة اشتعالها.

اليابنيون


أما اليابانيون فكانوا عند الكسوف يسارعون لتغطية الآبار والأحواض ومصادر المياه حتى لا تقع فيها السموم الناتجة عن الإظلام المفاجئ، إلا أن رومانسية الشعب الهاييتى كانت تجعلهم يعتقدون بوجود علاقة عاطفية بين الشمس والقمر، لذلك يحدث الكسوف عندما يلتقيان.

الإنكا

في أمريكا الجنوبية كان يعبد شعب ( الإنكا – Inca) إله الشمس ( إينتي –Inti)، الذي عادةً ما كان يُنظر إليه باعتباره إلهًا خيّرًا ولكن كسوف الشمس كان يتم اعتباره علامةً على سخطه. عند وقوع الكسوف كان القادة الدينيون يحاولون التكهن بسبب ذلك الغضب الإلهي، وتحديد الاضُحيات التي ستُقدم لتهدئة غضبه. ورغم أن شعب الإنكا نادرًا ما مارس عادة «التضحية بالبشر»، إلا أن الكسوف كان عادةً يُعتبر مُبرِّرًا كافيًا لذلك. الصيام كذلك كان من الممارسات الشائعة وقت الكسوف الشمسي، بالإضافة إلى ذلك، كان الإمبراطور غالبًا ما ينسحب من واجباته العامة أثناء و بعد الكسوف.


عند اليونانيين


و عند الأغريق في االيونان كان يعتقد أن حرباً تدور بين الشمس والقمر فينتج الكسوف، وعن ذلك كتب المؤرخ هيرودوت: إن كسوفاً للشمس حدث عام 585 ق.م كان سبباً فى توقف حرب ضروس بين الليديين والميديين من شعوب اليونان القديم. فعندما حدث كسوف الشمس أصيب الطرفان بالهلع، فوضعت الحرب أوزارها وعقد الطرفان اتفاقية سلام.

الأمريكيون الأصليون


نَسَبَت قبائل (تشوكتاو – Choctaw)، وهي إحدى قبائل السكان الأصليين التي تقطن في جنوب شرق الولايات المتحدة، ظاهرة الكسوف إلى أسطورةٍ تقول بأن الكسوف يحدث بسبب سنجاب أسطوري يلتهم الشمس، ويبدوا التشابه هنا واضحًا مع الأساطير الصينية، وكما في الأسطورة الصينية يتم إبعاد السنجاب عن طريق الصخب وإحداث أصواتٍ مرتفعة لإخافته. في شمال الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب كندا توجد لدى قبائل (الأوجيبوا – Ojibwa) و(الكري – Cree) قصة عن صبيٍّ يُدعى (Tcikabis) يسعى للانتقام من الشمس لأنها أحرقته، ومن ثم يقوم بصنع فخ للشمس لإمساكها مسببًا الكسوف، رغم اعتراض أخته. تنص الأسطورة بعد ذلك أن عدة حيوانات حاولت تحرير الشمس من ذلك الفخ، إلّا أنها فشلت جميعًا باستثناء فأرٍ صغير، الذي نجح في قرض الحبال وتحرير الشمس التي عادت لمسارها الطبيعي.


ومن الطرائف أن المستكشف كريستوفر كولومبوس أثناء إبحاره فى الطريق إلى الهند قرر بحارته رغم أنفه التوقف فى جزر جاميكا للراحة، بعد أن أنهكهم بحر الظلمات برياحه وامواجه وتقلباته. وزاد حجم المأساة عندما رفض سكان جاميكا التعاون معهم وإمدادهم بالماء والطعام وهم يتضورون جوعا و يكادوا يموتون عطشا.

وكان كريستوفر كولومبوس يحمل معه دائما كتاب تقويم الفلكى يوهانس موللر، ومنه عرف كولومبوس بقرب حدوث خسوف للقمر فوقف خطيبا فى سكان الجزر وهددهم بضرورة إمدادهم بالطعام والماء لأنه قادر على أن يفعل بهم ومعهم أى شيء، ودلل على صدق كلامه بأنه سيجعل القمر يختفى بعد قليل، وفعلاً بدأ القمر فى الاختفاء التدريحى تبعا لظاهرة الخسوق فأصيب المساكين بالرعب وتوسلوا إليه ألا يأذيهم وأعطوه أضعاف ما طلب.


غرب أفريقيا


وفقًا لأساطير قبائل (Batammaliba)، وهي شعوب قديمة تستوطن شمال توجو و بنين، فإن عنف البشر و تحاربهم امتد أثره إلى الشمس والقمر، فبدآ في القتال ضد بعضهما بعضًا مما أدى للكسوف. دفع هذا (Puka) و (Kuiyecoke)، اللتان تمثلان الأم الأولى لتك القبائل في الأسطورة، إلى حث السكان على إظهار التسامح والرغبة في السلام لإقناع الشمس والقمر بوقف قتالهما. كان من المعتاد أثناء حدوث الكسوف لدى قبائل Batammaliba أن يتصالح الناس وينسوا عداواتهم القديمة، من أجل حث الأجرام السماوية على السلام.


عند اليهود


وكان طبيعيا ألا يترك اليهود هذه الفرصة الثمينة ليعلنوا أن الظاهرة هى بداية نزول المسيح، ومؤشر لهدم الأقصى لإقامة هيكلهم و خسوف "القمر الدموي" نذير حرب يهودية كبرى.

ويستمد اليهودي المتدين اعتقاده حول "القمر الدموي" من كتبه المقدسة مثل "التناخ" (العهد القديم) والتلمود و كتاب "الزوهار".

في كتاب العهد القديم، المصدر الأول للتشريع اليهودي، ذكرت ظاهرة القمر الدموي مرتبطة بالغضب الإلهي، في سفر "يوئيل" الإصحاح الثالث "الشمس تتحول إلى الظلام والقمر إلى الأحمر قبل أن يأتي يوم الرب العظيم ونوره".

وفي كتاب التلمود، ورد ذكر خسوف القمر مقترن أيضا مع كسوف الشمس، في "مسخت سوكّا ٢٩/١" (باب العريشة أو المظلة ٢٩/١): "شرع الحكماء أنه وقت كسوف الشمس دلالة سيئة لعبدة النجوم، ووقت خسوف القمر دلالة سيئة لكارهي إسرائيل (شعب بني إسرائيل)"، وهذا التشريع بمثابة إشارة واضحة لليهودي المتدين، الذي يعتمد في حركة القمر حول الأرض في تحديد الشهور والسنين العبرية، أو ما يعرف بالتقويم العبري، بأن حدث ما كبير سيحدث، ويستطرد التلمود البابلي في أن الحدث الكبير الذي سيحدث هو حرب كبيرة فيقول المفسرون في "مسخت سوكّا ٢٩/١" إنه إذا ظهر مثل الدم "فإن الخراب يأتي إلى العالم"، ويؤكد المفسرون أن سيكون هناك "حرب دموية كبيرة".

أما في "القبالاه" Kabbalah، أو ما يسمى بالتصوف اليهودي، فورد في كتاب "الزوهار"، أنه عندما يحث الخسوف للقمر المكتمل فهو علامة سيئة للإسرائيليين. وكتاب "الزوهار" هو أهم كتب التراث "القبالي"، وهو تعليق صوفي مكتوب بالآرامية على المعنى الباطني للعهد القديم.


سنة ٢٠١٤ كانت مختلفة عند اليهود ، لأنه حدث فيها اربع خسوفات للقمر ، أي اصطبغ فيها القمر بلون الدم الأحمر أو ما يسمى “blood moon” وما يهمنا هنا .. أنه في ربيع عام ٢٠١٤ بدأت السنة العبرية الجديدة ٥٧٧٥ و تستمر حتى ربيع ٢٠١٥ .. وهذه السنة العبرية كانت مميزة لأنه حدث فيها اربع خسوفات دموية للقمر .. وكسوفين للشمس .. أحدهما كلي .. والثاني جزئي …

الغريب أن كل هذه الأحداث الكونية صادفت أعياداً يهودية …

  • الخسوف الأول كان في (عيد الخروج) يوم ١٥ من ابريل ٢٠١٤ …

  • الخسوف الثاني صادف (أعياد الحصاد اليهودية - المظال) في ٨ أكتوبر ٢٠١٤ ..

  • كسوف كلي للشمس يوم رأس قدس نيسان بالأعتدال الربيعي تقريبا في ٢٠ مارس ٢٠١٥ …

  • الخسوف الثالث كان في (عيد الخروج) ٤ أبريل ٢٠١٥ …

  • الخسوف الرابع كان في (أعياد الحصاد) ٢٠١٥ و تحديدا في ٢٨ يوليو ٢٠١٥

  • الكسوف الجزئي للشمس عيد رأس السنه في الاعتدال الخريفى - ١٣ سبتمبر

  • الخسوف ٢٨ سبتمبر ٢٠١٥ خسوف كلى للقمر عيد المظال

تكرر وقوع ظاهرة حدوث أربعة خسوف متتتاليه ومتزامنه مع أعياد يهوديه فى فتره قصيره يظهر فيها القمر بلون الدم ثلاثة مرات حدثت تفس الظاهره فى عام ١٩٤٩ – ١٩٥٠ , وكان أول خسوف فيها خلال الحرب بين العرب واليهود بعد إعلان الدوله الإسرائيليه, وتكررت هذه الظاهره أيضاَ بداية من عيد الفصح فى عام ١٩٦٧ وقبل ستة أسابيع من حرب الأيام السته ( ٥ يونيو ١٩٦٧ ) .


وقد إرتبطت من قبل ٤ خسوفات دموية للقمر في اعياد يهودية تاريخياً وأحداث مهمة في التاريخ اليهودي

  • منذ عام ١٤٩٣ – ١٤٩٤ الذى شهد إضطهاد اليهود فى أسبانيا, وهو العام التالى لسقوط الأندلس وطرد العرب واليهود من أسبانيا. وابتدأت محاكم التفتيش التي قضت على اليهود في أسبانيا

  • فقد حدثت حرب الاستقلال بين عامي ١٩٤٨ – ١٩٤٩ عندما انتصرت إسرائيل على العرب …

  • كذلك بين عامي ١٩٦٧ – ١٩٦٨ عندما حدثت حرب الايام الستة …

ويعرف اليهود أهمية ظاهرة تزامن القمر الدموى مع أعيادهم .. فالتلمود يقول “أي خسوف قمري هو نذير شؤم لشعب الله .. وعندما يكون القمر لونه احمر كالدم .. فهناك حربا قادمة .. اما الكسوف الشمسي الكلى فهو نذير شؤم للچوييم (باقي الأمم)” …


عند المسيحيين

وهو لا يقل أهمية عند المسيحيين .. ففي سفر يوئيل “تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ .. وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ” .. وكذلك جاء في سفر رؤيا يوحنا “وَنَظَرْتُ لَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ السَّادِسَ .. وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ .. وَالشَّمْسُ صَارَتْ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْرٍ .. وَالْقَمَرُ صَارَ كَالدَّم ” …


حتي أنه عرف عن المسيح عليه السلام دعاء للكسوف والخسوف:

ودعاء سيدنا عيسي عليه السلام اثناء الخسوف: "رب كل شيء خادمك رب فاحفظني وانصرني وارحمني" ويمكن ترديده بصيغة الجمع أيضا.


عند المسلمين


وهنا لا بد أن نذكر ما قاله الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم – "إن الشمس والقمر هما آيتان من آيات الرحمن لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته.."

‎.إذا رأيتم ذلك فادعوا الله و كبروا و تصدقوا و يصلى أربع ركعات

و صلاة الكسوف والخسوف هما سنة مؤكدة فيها ركوعان وقيامان في كل ركعة، مدتها من وقت حدوث الكسوف (أو الخسوف) إلى تمام الإنجلاء.

لا أذان لها ولا إقامة، بل نداء: الصلاة جامعة.

الصلاة ركعتان، في كل ركعة ركوعان وقيامان، القيام الأول بعد تكبيرة الإحرام قراءة الفاتحة ثم قراءة طويلة، ثم الركوع مع التطويل، ثم القيام الثاني واستمرار القراءة ولكن أقل من القراءة في القيام الأول، ثم الركوع الثاني مع التطويل ولكن أقل من الركوع الأول، ثم الرفع واستكمال أركان الركعة الأولى، وبعد السجدتين القيام للركعة الثانية مثل الأولى.

للصلاة خطبة بعد الصلاة كخطبة الجمعة.

تجوز الصلاة منفردة إذا تعذرت الجماعة.

الدعاء والتكبير والاستغفار والصدقة عبادات مستحبة أثناء الكسوف والخسوف.


‎"اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، توبة عبد ظالم لنفسه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورا" اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، فلولا أنت ما تبنا إليك"

‎"اللهم يا واصل المنقطعين أوصلنا إليك. اللهم هب لنا عملاً صالحاً يقربنا إليك"




لمعرفة الطاقة الفلكية للخسوف القادم

60 views0 comments

Comments


Our YouTube Channel

bottom of page